قلعة صلاح الدين.. من أروع قلاع القرون الوسطى
تعد قلعة صلاح الدين من أروع القلاع التي خلفتها القرون الوسطى وتقع على بعد 33 كم شرقي مدينة اللاذقية منتصبة على ارتفاع أربعمئة متر عن سطح البحر فوق قمة صخرية ممتدة طولاً ومؤطرة بواديين عميقي الغور يجري بينهما سيلان يجتمعان سوية تحت قسمها الغربي وهي في منظرها العام أشبه ماتكون بمثلث متساوي الساقين متطاول الشكل ترتكز قاعدته في الجهة الشرقية ويبلغ طول القلعة 740 متراً أما مساحتها فتزيد على خمسة هكتارات.
تنقسم القلعة إلى قسمين متميزين عن بعضهما البعض قسم شرقي مرتفع فيه أغلب التحصينات الهامة وقسم غربي منخفض انخفاضاً ظاهراً عن القسم السابق وإلى الشرق من القسم المرتفع تمتد هضبة مسطحة كانت متصلة بادئ الأمر بالرأس الصخري الذي نهضت القلعة من فوقه ثم انفصلت عنه بخندق نحت في الصخر.
ويشير تقرير صادر عن مديرية الآثار في محافظة اللاذقية أنه يمكن تقسيم تاريخ القلعة إلى مرحلة قبل الحروب الصليبية حيث يروي المؤرخ اليوناني آريان في القرن الرابع قبل الميلاد أن سلطة جزيرة أرواد كانت تمتد حتى مدينة اسمها سيغون تتشابه هذه الكلمة مع اسم صهيون الذي حملته القلعة فيما بعد مما جعل العلماء يعتقدون أن المكان كان مأهولاً منذ العصور الوسطى.
ومرحلة الاحتلال البيزنطي 975 - 1108 حيث أن أقدم أبنية تنتصب اليوم في القلعة هي من صنع البيزنطيين ففي عام 975 قام الإمبراطور البيزنطي يوحنا زيمتزيس بغزو سورية وبقيت صهيون منذ ذلك الحين حتى قدوم الفرنج بين أيدي البيزنطيين وخلال هذه الفترة التي دامت حوالي مئة وعشرين سنة بنى فيها البيزنطيون تحصينات هامة فقد كان الحصن في ذلك العهد يحتل تقريباً مجمل الرأس الصخري الذي مكن الفرنج فيما بعد أن يبنوا قلعتهم من فوقه ويبدو أن البيزنطيين كانوا قد شيدوا أهم تحصيناتهم في القسم الشرقي وتركوا القسم الغربي لمنازل السكن حيث لانشاهد اليوم آثار تحصينات عسكرية من هذا العهد ولكننا بالمقابل نجد بقايا كنيسة كانت ترتفع وسط الأبنية السكنية.
ومرحلة الاحتلال الفرنجي 1108- 1188 م لايعرف بالضبط تاريخ احتلال القلعة من قبل الصليبيين إذ لم يذكر أي مؤرخ ذلك الحدث فربما تم ذلك في عام 1108 عندما احتل الفرنج مدينة اللاذقية ومنطقتها أو في عام 1115 وتحدثنا المصادر عن شخص اسمه روبير يلقب بالأبرص حكم صهيون في مطلع العهد الصليبي وكان تابعاً لإمارة أنطاكية.
مرحلة صلاح الدين 26-29 تموز 1188م .. غادر السلطان صلاح الدين اللاذقية في 24 تموز 1188 وسار على رأس جيشه باتجاه قلعة صهيون وكان برفقته ابنه الملك الظاهر غازي وجيشه.
مرحلة منكورس وخلفاؤه 1188-1280 حكم الأمير ناصر الدين منكورس بن خمارتين حصن صهيون مدة احدى واربعين سنة وكان منكورس هذا ينتمي إلى إحدى العائلات الإقطاعية ونراه بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي عام 1193 يعلن ولاءه إلى ابنه الأفضل على شريطة أن تبقى صهيون له.
وأوضح التقرير أنه تجري حالياً أعمال الترميم لعدة أماكن في القلعة بهدف حماية التراث الثقافي الحضاري وتحقيق الاستثمار الأمثل لهذا التراث وتعريف الشعوب عليه وزيادة الدخل العائد منه سياحيا واستمرار الرسالة الإنسانية التي يعبر عنها.
ويشمل ترميم أبراج السور البيزنطي الشرقي والغاية منه معالجة التشققات الطولانية والانتفاخ الناجم عن نمو جذور الأشجار بالإضافة إلى انفصال الحبة الخارجية بسبب هروب الحشوة الداخلية بفعل مياه الأمطار والعوامل الجوية وإعطاء المتانة والديمومة للبرج بإعادة بناء أحجار الزوية بالإضافة إلى أنه يجري أيضا ترميم الأقواس للأسوار الصليبية الغاية منه ربط الوجه الداخلي للجدار بالوجه الخارجي ومعالجة التشققات والحرص على السلامة العامة ولاسيما أن هذا السور على ارتفاع 60 متراً عن الشارع.
كما يتم ترميم القلعة البيزنطية والغاية من ترميم هذا المكان معالجة التشققات الناجمة عن العوامل الجوية ونمو الأشجار وربط الحشوة الداخلية وحمايتها من العوامل الجوية من خلال بناء الحبة الخارجية وتغطية السطح لمنع تسرب المياه إلى داخل الجدران وتكحيل الواجهات لمنع هروب المونة التقليدية إضافة إلى ترميم السور البيزنطي الشرقي لمعالجة التشققات وربط الحشوة الداخلية وحمايتها من العوامل الجوية وإكمال بناء الأقواس لمنع انهيار الجزء الأصلي وإعطاء الشكل المعماري الأصلي للقلعة وتغطية السطح لمنع تسرب المياه إلى داخل الجدران وتكحيل الواجهات لمنع هروب المونة التقليدية.
كما يتم ترميم قوس صليبي الغاية منه إكمال بناء القوس لمنع انهيار الجزء الأصلي وإعطاء الشكل المعماري الأصلي للقلعة وتأمين السلامة العامة بالإضافة إلى ترميم المئذنة في المجمع الأيوبي الغاية منه ترميم هذا المكان إكمال بناء القوس العلوي لمنع انهيار الجزء العلوي للمئذنة وتأمين السلامة العامة وتغطية المئذنة.