الأثر الديني في العمران:
إن العمارة الإنسانية تتأثر بفكر الدين الذي له القوم يدينون،كما أنـها تتأثر بالفكر والثقافة الخاصة التي إليها ينتمون،والتي يكون الدين الذي هم عليه له أثره فيها،بغض النظر عن قوة هذا التأثير وضعفه،ومن هنا فإن العمارة هذه عندهم-سواء ما كان منها بيوتا للسكنى أو دورا للعبادة،أو مدافن للموتى-تستمد طابعها العمراني من ذلك،وهذا واضح في ميراث الحضارات التي سلفت و تركت آثارا تعبِّر عما كانت عليه من ثقافة وفكر،فهذه الحضارة الفرعونية التي عبد أهلها الشمس،أو أجبر بعضهم على عبادة الفرعون،نجد آثار ذلك واضحة في صور الشمس(آمون)وصور الناس معلنين الذل والخضوع للفرعون،كما تظهر آثار الديانة في بناء الأهرامات والمدافن والمعابد التي أقيمت في مصر الفرعونية مثل معبد أبي سنبل ومعبد الكرنك وتل العمارنة؛
كما أن الحضارة الفارسية ظهرت على جدران معابدها صور النار وسدنتـها،كما ظهرت صور الأكاسرة يعلن أتباعهم لهم الخضوع في هيئات شتى باعتبارهم تسري فيهم دماء الآلهة كما ادعوا ودلسوا على أتباعهم،وفي الحضارة الإغريقية نجد العقيدة الوثنية في الصراع بين الآلهة أو بينـها وبين الإنسان أو بين الإنسان والطبيعة من حوله،ماثلة في الأوثان المنحوتة والنقوش البارزة والتي تصور الصراع محتدما والانتقام مستمرا بصورة رهيبة مخيفة،كما أن الحضارة الإسلامية كان للإسلام أثره في صياغة الفكر في إنسانـها وصبغه بصبغتـها،الأمر الذي جعل الفكر ينطلق ويبدع ويخطو خطوات عظيمة في مجال الفن العمراني،فابتكرت الأذهان أنموذجا فريدا في العمارة وفنونـها المتعددة،خصوصا العمارة الدينية حيث تفنن المعماري المسلم في بناء المساجد إضافة إلى تزيين القلاع والحصون والربط والأسبلة والحمامات والأسواق بأنواع النقوش والزخارف،سواء في واجهاتـها الداخلية أو الخارجية أو أروقتـها أو فراغاتـها الداخلية،وظهرت براعة المعماري في تزيين هذه الواجهات بأنواع من المشكوات والكرانيش والصرات واللوحات الجصية \"والمداميك الملونة بالأبلق والمشهَّر والمزررات المتداخلة نباتيا وهندسيا والشرافات العلوية المورقة أو المسننة\" \" \"\"ذات النقوش النباتية أو الهندسية وتزيين الزوايا بالركنيات والأكتاف،والأعمدة بالتيجان،والمنائر والقباب والمنابر بالنقوش والرسوم،والمحاريب بالمقرنصات،والجدر ببناء العقود على مداخلـها بأنواعها المتعددة ذات العاتق،والبصلية والثلاثية والدائرية والمخموسة والمدببة والمزدوجة والمفصصة والمقرنصة وغيرها،وتزيين أبوابـها الخشبية وتظفيرها بالنقوش الزخرفية والمطعمة،والأسطح ببناء الشرافات حولـها والتي عرف منـها العروسة والورقية والمثلثة والمدببة والبسيطة والمسننة،وكذا بناء الفسقيات\" \" والاهتمام بشكل هيكلـها ورونقها وجمالـها؛وقد اقتبس الفن الإسلامي من العمارة البيزنطية والساسانية لكنـه لم يكن اقتباسا ساذجا ولا تقليدا حرفيا أعمى،فلقد أضاف المعماري المسلم وعدَّل وطور في هذا الاقتباس وفق ما تمليه عليه تعاليم الإسلام،فلقد \"حمل المسلمون معهم قيمهم وقدراتـهم الإبداعية وأضافوا إليها ما ناسبـهم من فنون وحرف الحضارات التي عبرت قافلتـهم بمجتمعاتـها لتمتزج إبداعاتـهم بتراث البيئات دون أية تعارض …بل في توافق متناغم يربط بين هذه البيئات والحضارات المتقاربة أو المتنافرة على حد سواء بخيط رفيع\" \" \"ومما نلحظه في العمارة الإسلامية ذلك التميز الواضح حتى أصبح الفن الإسلامي هذا يعرف عند الغربيين بـ(Arabick) نسبة إلى العرب\" \" \" وقد ظهرت براعة المعماري المسلم في فن الزخرفة الذي يعتبر أجمل الفنون المعمارية في العالم على الإطلاق،وهو كذلك متعدد الجوانب ففيه\" استخدمت الأشكال الهندسية المربعة والمثلثة والمستديرة،كما برزت العناصر النباتية في السقوف والجدران،واتخذ المسلمون الخطوط العربية أداة لزخرفة المساجد،واختاروا من القرآن الكريم والحديث الشريف نصوصا معينة ورقموها في المساجد منقوشة بحرف بارز أو مجوف أو مرسومة بالأصبغة الملونة أو بماء الذهب،وأثبتوها في القباب وفوق المحاريب وعلى جوانب الجدران
إن العمارة الإنسانية تتأثر بفكر الدين الذي له القوم يدينون،كما أنـها تتأثر بالفكر والثقافة الخاصة التي إليها ينتمون،والتي يكون الدين الذي هم عليه له أثره فيها،بغض النظر عن قوة هذا التأثير وضعفه،ومن هنا فإن العمارة هذه عندهم-سواء ما كان منها بيوتا للسكنى أو دورا للعبادة،أو مدافن للموتى-تستمد طابعها العمراني من ذلك،وهذا واضح في ميراث الحضارات التي سلفت و تركت آثارا تعبِّر عما كانت عليه من ثقافة وفكر،فهذه الحضارة الفرعونية التي عبد أهلها الشمس،أو أجبر بعضهم على عبادة الفرعون،نجد آثار ذلك واضحة في صور الشمس(آمون)وصور الناس معلنين الذل والخضوع للفرعون،كما تظهر آثار الديانة في بناء الأهرامات والمدافن والمعابد التي أقيمت في مصر الفرعونية مثل معبد أبي سنبل ومعبد الكرنك وتل العمارنة؛
كما أن الحضارة الفارسية ظهرت على جدران معابدها صور النار وسدنتـها،كما ظهرت صور الأكاسرة يعلن أتباعهم لهم الخضوع في هيئات شتى باعتبارهم تسري فيهم دماء الآلهة كما ادعوا ودلسوا على أتباعهم،وفي الحضارة الإغريقية نجد العقيدة الوثنية في الصراع بين الآلهة أو بينـها وبين الإنسان أو بين الإنسان والطبيعة من حوله،ماثلة في الأوثان المنحوتة والنقوش البارزة والتي تصور الصراع محتدما والانتقام مستمرا بصورة رهيبة مخيفة،كما أن الحضارة الإسلامية كان للإسلام أثره في صياغة الفكر في إنسانـها وصبغه بصبغتـها،الأمر الذي جعل الفكر ينطلق ويبدع ويخطو خطوات عظيمة في مجال الفن العمراني،فابتكرت الأذهان أنموذجا فريدا في العمارة وفنونـها المتعددة،خصوصا العمارة الدينية حيث تفنن المعماري المسلم في بناء المساجد إضافة إلى تزيين القلاع والحصون والربط والأسبلة والحمامات والأسواق بأنواع النقوش والزخارف،سواء في واجهاتـها الداخلية أو الخارجية أو أروقتـها أو فراغاتـها الداخلية،وظهرت براعة المعماري في تزيين هذه الواجهات بأنواع من المشكوات والكرانيش والصرات واللوحات الجصية \"والمداميك الملونة بالأبلق والمشهَّر والمزررات المتداخلة نباتيا وهندسيا والشرافات العلوية المورقة أو المسننة\" \" \"\"ذات النقوش النباتية أو الهندسية وتزيين الزوايا بالركنيات والأكتاف،والأعمدة بالتيجان،والمنائر والقباب والمنابر بالنقوش والرسوم،والمحاريب بالمقرنصات،والجدر ببناء العقود على مداخلـها بأنواعها المتعددة ذات العاتق،والبصلية والثلاثية والدائرية والمخموسة والمدببة والمزدوجة والمفصصة والمقرنصة وغيرها،وتزيين أبوابـها الخشبية وتظفيرها بالنقوش الزخرفية والمطعمة،والأسطح ببناء الشرافات حولـها والتي عرف منـها العروسة والورقية والمثلثة والمدببة والبسيطة والمسننة،وكذا بناء الفسقيات\" \" والاهتمام بشكل هيكلـها ورونقها وجمالـها؛وقد اقتبس الفن الإسلامي من العمارة البيزنطية والساسانية لكنـه لم يكن اقتباسا ساذجا ولا تقليدا حرفيا أعمى،فلقد أضاف المعماري المسلم وعدَّل وطور في هذا الاقتباس وفق ما تمليه عليه تعاليم الإسلام،فلقد \"حمل المسلمون معهم قيمهم وقدراتـهم الإبداعية وأضافوا إليها ما ناسبـهم من فنون وحرف الحضارات التي عبرت قافلتـهم بمجتمعاتـها لتمتزج إبداعاتـهم بتراث البيئات دون أية تعارض …بل في توافق متناغم يربط بين هذه البيئات والحضارات المتقاربة أو المتنافرة على حد سواء بخيط رفيع\" \" \"ومما نلحظه في العمارة الإسلامية ذلك التميز الواضح حتى أصبح الفن الإسلامي هذا يعرف عند الغربيين بـ(Arabick) نسبة إلى العرب\" \" \" وقد ظهرت براعة المعماري المسلم في فن الزخرفة الذي يعتبر أجمل الفنون المعمارية في العالم على الإطلاق،وهو كذلك متعدد الجوانب ففيه\" استخدمت الأشكال الهندسية المربعة والمثلثة والمستديرة،كما برزت العناصر النباتية في السقوف والجدران،واتخذ المسلمون الخطوط العربية أداة لزخرفة المساجد،واختاروا من القرآن الكريم والحديث الشريف نصوصا معينة ورقموها في المساجد منقوشة بحرف بارز أو مجوف أو مرسومة بالأصبغة الملونة أو بماء الذهب،وأثبتوها في القباب وفوق المحاريب وعلى جوانب الجدران