إن الدارس لتاريخ الأسرة الأموية يتبين له بأنهم كانوا من سكان المدن إذ كانوا يقطنون مكة , ولهم باع طويل في التجارة مع بلاد الشام وغيرها من المناطق العربية,مما يعني أن الدوافع لبناء هذه القصور ليس الرجوع إلى حياة الصحراء والحنين إلى البداوة وحب ابتعاد الخليفة عن الأنظار في ملذاته ومسراته فقط , وكما يدعي بعض الباحثين , وإنما كانت هناك أسباب سياسية واجتماعية واقتصادية أقوى من هذه الرغبات الفردية تتصل مباشرةً بشخصية الخليفة الأموي وقدرته على خلق روابط وثيقة مع القبائل العربية المساندة للخلافة الأموية .
ودراسة القصور الأموية من الناحية المعمارية والزخرفية تعكس لنا حياة اجتماعية راقية تؤكد على الشخصية العصرية المتميزة والواعية التي كان يتصف بها غالبية الخلفاء الأمويين .
والقصور الأموية , كما يلاحظ من توزعها الجغرافي أنها ليست جميعاً في عمق الصحراء وإنما يقوم العديد منها على أطراف الصحراء وبعضها ليست قريبة حتى من الصحراء مثل خربة المنية وقصر عنجر مما يدل على أن هناك عوامل أخرى كامنة وراء الغاية من إنشاء هذه القصور ويمكننا أن نجمل هذه الأسباب بما يلي :
أولاً – حرص خلفاء بنو أمية على الاتصال الوثيق مع القبائل العربية المؤيدة للحكم الأموي ولا سيما أن الأمويين كانوا في خشية من عدم ولاء بعض القبائل في العراق والحجاز للخلافة الأموية لذلك لا بد من قوى تواجه التحدي المتمثل في المنطقتين المذكورتين.
ثانياً- العامل الاقتصادي الذي تجسد بالأعمال الزراعية التي قام بها الأمويين في الأراضي الصحراوية حتى إنهم نجحوا إلى حد بعيد في تغيير المظهر العام للأراضي شبه الصحراوية في منطقة قصر الحير الشرقي والغربي بالقرب من تدمر كما أن بناء القصور جعل منها مراكز لجمع ما يترتب على القبائل من زكاة وخراج لبيت مال المسلمين.
ثالثاً – الناحية الاجتماعية , وتتجلى بظهور نمط جديد من الحياة الاجتماعية المتأثرة في الحياة الاجتماعية للأقطار المجاورة , وبنفس الوقت متأثرة في التطور الحضاري المحلي , الذي رافقه اضمحلال نسبي في الشعور الديني , مما أدى إلى ظهور نوع من الحياة الجديدة التي تتصف بالترف والرفاء المادي . وهذا ما دفع بعض رجال الدين إلى الانتقاد والمعارضة , مما جعل خلفاء بنو أمية يفضلون الانسحاب بعيداً عن مراكز التجمع السكاني وفي منأى عن أعين الرقباء , وذلك للتخفيف من المعارضة والانتقادات الموجهة إليهم .
وبوجه عام فإن عوامل عديدة ساهمت في بناء القصور في مواقع نائية ، كما ساهمت في جعلها صروحاً معمارية وفنية رائعة , تؤكد معرفة العرب بالعلوم الهندسية والقواعد الفنية المتبعة في الزخرفة وتتجلى تلك المعرفة بالتصاميم التي وضعها المهندسون العرب لهذه القصور , تلك التصاميم التي تتلاءم مع الشروط البيئية المحيطة والوظيفة التي تؤديها , وقد أكد المعمار العربي في هذه القصور قاعدة التضاد البيئي والعضوي من خلال أسلوب التخطيط والعناصر المعمارية المستخدمة في البناء .
ودراسة القصور الأموية من الناحية المعمارية والزخرفية تعكس لنا حياة اجتماعية راقية تؤكد على الشخصية العصرية المتميزة والواعية التي كان يتصف بها غالبية الخلفاء الأمويين .
والقصور الأموية , كما يلاحظ من توزعها الجغرافي أنها ليست جميعاً في عمق الصحراء وإنما يقوم العديد منها على أطراف الصحراء وبعضها ليست قريبة حتى من الصحراء مثل خربة المنية وقصر عنجر مما يدل على أن هناك عوامل أخرى كامنة وراء الغاية من إنشاء هذه القصور ويمكننا أن نجمل هذه الأسباب بما يلي :
أولاً – حرص خلفاء بنو أمية على الاتصال الوثيق مع القبائل العربية المؤيدة للحكم الأموي ولا سيما أن الأمويين كانوا في خشية من عدم ولاء بعض القبائل في العراق والحجاز للخلافة الأموية لذلك لا بد من قوى تواجه التحدي المتمثل في المنطقتين المذكورتين.
ثانياً- العامل الاقتصادي الذي تجسد بالأعمال الزراعية التي قام بها الأمويين في الأراضي الصحراوية حتى إنهم نجحوا إلى حد بعيد في تغيير المظهر العام للأراضي شبه الصحراوية في منطقة قصر الحير الشرقي والغربي بالقرب من تدمر كما أن بناء القصور جعل منها مراكز لجمع ما يترتب على القبائل من زكاة وخراج لبيت مال المسلمين.
ثالثاً – الناحية الاجتماعية , وتتجلى بظهور نمط جديد من الحياة الاجتماعية المتأثرة في الحياة الاجتماعية للأقطار المجاورة , وبنفس الوقت متأثرة في التطور الحضاري المحلي , الذي رافقه اضمحلال نسبي في الشعور الديني , مما أدى إلى ظهور نوع من الحياة الجديدة التي تتصف بالترف والرفاء المادي . وهذا ما دفع بعض رجال الدين إلى الانتقاد والمعارضة , مما جعل خلفاء بنو أمية يفضلون الانسحاب بعيداً عن مراكز التجمع السكاني وفي منأى عن أعين الرقباء , وذلك للتخفيف من المعارضة والانتقادات الموجهة إليهم .
وبوجه عام فإن عوامل عديدة ساهمت في بناء القصور في مواقع نائية ، كما ساهمت في جعلها صروحاً معمارية وفنية رائعة , تؤكد معرفة العرب بالعلوم الهندسية والقواعد الفنية المتبعة في الزخرفة وتتجلى تلك المعرفة بالتصاميم التي وضعها المهندسون العرب لهذه القصور , تلك التصاميم التي تتلاءم مع الشروط البيئية المحيطة والوظيفة التي تؤديها , وقد أكد المعمار العربي في هذه القصور قاعدة التضاد البيئي والعضوي من خلال أسلوب التخطيط والعناصر المعمارية المستخدمة في البناء .