إن المسيحية التي بدأت انتشارها من الشرق كانت ضد التيارات الثقافية اليونانية الوثنية وضد الوثنية الحاكمة . وجدت سورية في المسيحية وسيلة لتطوير نزعتها الاستقلالية عن الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية ، وتبدت فيها نزعة التجدد في فنونها وظهر في ميادين هذه الفنون أشكال لم تكن يونانية ولا رومانية بل كانت جديدة بالنسبة إلى الحياة الإبداعية العالمية وذات منحى محلي صرف .
بينما كان الغرب يسقط أمام الغارات البربرية وتضيع مدنيته وتزول عاداته الفنية قامت سورية بابتكار فن جديد، ساعدها على ذلك مخزونها الحضاري العريق الممتد لآلاف السنين عبر التاريخ من عمارة دينية ومدنية . وما الاقتصار في هذا البحث إلا على العمارة الدينية من القرن الأول حتى بداية السابع، إلا لأن شواهد هذه الأبنية تمكننا من إعطاء فكرة واضحة عن تلك العمارة ومساهمتها في بروز عناصر معمارية جديدة خاصة بسوريا .
على الرغم من أن الفن البيزنطي كان مزدهراَ في هذه الفترة وكانت سورية على تماس مباشر مع هذا الفن إلا أننا نجد غياباَ تاماَ للتأثيرات البيزنطية مما يدل على أن المهندسين السوريين كانوا على علم تام بما يفعلون من محاولتهم إبتكار فن سوري جديد بعيداَ عن القسطنطينية وإظهار عدم التبعية لها ( كنيسة القديس سمعان تمت دراستها في بيزنطة وكان التمويل خارجياَ ).
إن الكثير من عمارة المعابد الوثنية والمدنية في سورية، والتي وصفت كثيرا ًبأنها رومانية، كانت في الحقيقة تحمل الكثير من الخطوط العريضة المحلية السورية، والخلاصة إن سورية أبدعت الفن المسيحي الأول الذي اعتمد على المسيحية والهيلينستية والشرق . يقال أن الإمبراطور السوري فيليب العربي الذي حكم روما (244-249 م ) كان أول إمبراطور يعتنق المسيحية، حتى وإن لم يقم بإعلان عقيدته أو اعتبار المسيحية كديانة رسمية، وعندما أراد أن يزور الكنيسة في إنطاكية منعه الأسقف بحجة أن استلامه للسلطة كان عن طريق اغتيال سلفه أي أنه يحمل الخطيئة، وعلى هذا نستنتج أنه كان هناك كنائس يؤمها المؤمنون بشكل علني قبل اعتبار المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية أي قبل بداية القرن الرابع ... فما هي الكنيسة الأولى .
الكنائس الأولى قبل الانتشار العلني للمسيحية :
بما أن الدين المسيحي لم يكن مسموحاً به فقد اضطر المسيحيون الأوائل إلى الاجتماع في أماكن لم تكن ظاهرة للعيان فقد اجتمعوا حيناً في المغاور أو في الجبال أو حتى حولوا بعض البيوت إلى ما كان يُسمى الكنائس الأولى . ولا شك أن أشكال الكنيسة الأولى تعددت بتعدد نماذج البيوت والمناطق التابعة لها، لا يهمنا من هذا الموضوع تعدد الأشكال وإنما ما كانت تحويه الكنيسة الأولى وعناصرها والتي كانت نواة للكنيسة التي سادت في فترة السلم اللاحقة .
والمثال على الكنيسة الدار هو كنيسة دورا أوروبوس ( نقلت هذه الكنيسة مع الفريسكات التي كانت تزينها إلى جامعة ييل وهي تعتبر أول كنيسة مؤرخة من القرن الثالث الميلادي (233-232) ، والظاهر أن الجالية المسيحية في تلك المدينة الواقعة على نهر الفرات أقامت مكاناً لإجراء طقوس العبادة في بيت خاص وعاشت فيه دون أن تُغيّر شيئاً فيه ثم أجرت بعض التعديلات الجزئية التي لم يظهر منها شيء لا من الشارع ولا من الباحة ولولا بعض الرسوم الجدارية التي بقيت عالقة ولولا القبة التي تعلو بناء المعمودية لما أُمكن التعرف على هذه الكنيسة بين أطلال المنازل التي كشفتها التنقيبات الأثرية، وخلاصة القول أن هذه الكنيسة بناء شيد في السنوات الأولى من القرن الثالث الميلادي (232-233) ويحوي عدة غرف نظمت حول الجهات الأربع لباحة مربعة ويشرف جداران خارجيان من البناء على شارعين يحيطان بالكنيسة أما الجداران الباقيان فكانا مشتركين مع أبنية أُخرى ويشرف الباب الخارجي على الشارع الشمالي ويبدأ بمدخل غير صريح شأن كثير من أبواب المنازل الشرقية التي ُتجعل هكذا لكي لا يرى المارة ما بداخلها هذا النوع من المداخل تم الحفاظ عليه من قبل المسيحيين .
بينما كان الغرب يسقط أمام الغارات البربرية وتضيع مدنيته وتزول عاداته الفنية قامت سورية بابتكار فن جديد، ساعدها على ذلك مخزونها الحضاري العريق الممتد لآلاف السنين عبر التاريخ من عمارة دينية ومدنية . وما الاقتصار في هذا البحث إلا على العمارة الدينية من القرن الأول حتى بداية السابع، إلا لأن شواهد هذه الأبنية تمكننا من إعطاء فكرة واضحة عن تلك العمارة ومساهمتها في بروز عناصر معمارية جديدة خاصة بسوريا .
على الرغم من أن الفن البيزنطي كان مزدهراَ في هذه الفترة وكانت سورية على تماس مباشر مع هذا الفن إلا أننا نجد غياباَ تاماَ للتأثيرات البيزنطية مما يدل على أن المهندسين السوريين كانوا على علم تام بما يفعلون من محاولتهم إبتكار فن سوري جديد بعيداَ عن القسطنطينية وإظهار عدم التبعية لها ( كنيسة القديس سمعان تمت دراستها في بيزنطة وكان التمويل خارجياَ ).
إن الكثير من عمارة المعابد الوثنية والمدنية في سورية، والتي وصفت كثيرا ًبأنها رومانية، كانت في الحقيقة تحمل الكثير من الخطوط العريضة المحلية السورية، والخلاصة إن سورية أبدعت الفن المسيحي الأول الذي اعتمد على المسيحية والهيلينستية والشرق . يقال أن الإمبراطور السوري فيليب العربي الذي حكم روما (244-249 م ) كان أول إمبراطور يعتنق المسيحية، حتى وإن لم يقم بإعلان عقيدته أو اعتبار المسيحية كديانة رسمية، وعندما أراد أن يزور الكنيسة في إنطاكية منعه الأسقف بحجة أن استلامه للسلطة كان عن طريق اغتيال سلفه أي أنه يحمل الخطيئة، وعلى هذا نستنتج أنه كان هناك كنائس يؤمها المؤمنون بشكل علني قبل اعتبار المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية أي قبل بداية القرن الرابع ... فما هي الكنيسة الأولى .
الكنائس الأولى قبل الانتشار العلني للمسيحية :
بما أن الدين المسيحي لم يكن مسموحاً به فقد اضطر المسيحيون الأوائل إلى الاجتماع في أماكن لم تكن ظاهرة للعيان فقد اجتمعوا حيناً في المغاور أو في الجبال أو حتى حولوا بعض البيوت إلى ما كان يُسمى الكنائس الأولى . ولا شك أن أشكال الكنيسة الأولى تعددت بتعدد نماذج البيوت والمناطق التابعة لها، لا يهمنا من هذا الموضوع تعدد الأشكال وإنما ما كانت تحويه الكنيسة الأولى وعناصرها والتي كانت نواة للكنيسة التي سادت في فترة السلم اللاحقة .
والمثال على الكنيسة الدار هو كنيسة دورا أوروبوس ( نقلت هذه الكنيسة مع الفريسكات التي كانت تزينها إلى جامعة ييل وهي تعتبر أول كنيسة مؤرخة من القرن الثالث الميلادي (233-232) ، والظاهر أن الجالية المسيحية في تلك المدينة الواقعة على نهر الفرات أقامت مكاناً لإجراء طقوس العبادة في بيت خاص وعاشت فيه دون أن تُغيّر شيئاً فيه ثم أجرت بعض التعديلات الجزئية التي لم يظهر منها شيء لا من الشارع ولا من الباحة ولولا بعض الرسوم الجدارية التي بقيت عالقة ولولا القبة التي تعلو بناء المعمودية لما أُمكن التعرف على هذه الكنيسة بين أطلال المنازل التي كشفتها التنقيبات الأثرية، وخلاصة القول أن هذه الكنيسة بناء شيد في السنوات الأولى من القرن الثالث الميلادي (232-233) ويحوي عدة غرف نظمت حول الجهات الأربع لباحة مربعة ويشرف جداران خارجيان من البناء على شارعين يحيطان بالكنيسة أما الجداران الباقيان فكانا مشتركين مع أبنية أُخرى ويشرف الباب الخارجي على الشارع الشمالي ويبدأ بمدخل غير صريح شأن كثير من أبواب المنازل الشرقية التي ُتجعل هكذا لكي لا يرى المارة ما بداخلها هذا النوع من المداخل تم الحفاظ عليه من قبل المسيحيين .