المدرسة، بالنسبة لعلماء النفس، هي المكان الذي يؤثر في نفسية الطفل وسلوكه. وهي بالنسبة للهندسيين المكان الذي يقتبس منه الطفل فنَّ الفراغات. ولكن ماذا إذا كان هذا البناء عبارة عن كتلة إسمنتية صماء رصّت صفوفها بعضها مع بعض وحشر في كل صف من صفوفها مايزيد على 40 طالباً إن لم يكن أكثر؟.. وماذا إذا كانت الألوان المعتمدة، والحصرية في طلاء جدران البناء المدرسي، هي ألوان البيج أو الرمادي، ليبدو هذا المستطيل شاحباً منهكاً.
من هنا قد يكون السؤال عن الحالة النفسية التي سيطبعها هذا البناء في نفسية الطفل مشروعاً.
درج الكثير من المختصين والعاملين في القطاع التربوي على القول إنَّ المدرسة هي البيت الثاني للطالب والمكان الذي يقضي فيه معظم وقته. وبالتالي يجب أن يكون مريحاً، كي يستطيع هذا الطالب أن يتلقى المعلومة بشكلها الصحيح. لكنَّ مدارسنا، وبحسب المهندسين، عبارة عن أنموذج مستنسخ ومنتشر في مدننا وأريافنا على السواء، دون أيّ طابع أو هوية تميّز مدرسة عن أخرى. وهنا يشير المهندس شادي كشيك خبير في مجال العقارات، قائلاً: «نحن -المهندسين- عندما نريد أن ننقض أيَّ مخطط هندسي ننعته بأنه يشبه المدرسة بتصميمه، أي أنَّ المدارس في أذهاننا عبارة عن تصاميم جامدة»، لافتاً إلى أهمية أن يكون للمدرسة تصميمها الخاص لتؤمن بيئة مريحة للطفل والمدرس، بحيث يشعر الطرفان بالراحة النفسية. فالهندسة المعمارية هي في النهاية تخديم الفراغ لخدمة الإنسان.
من جانبه يشير الدكتور نبيل الأشرف إلى أنَّ «الانطباع الأول الذي يمكن تشكيله عن مدارسنا أنَّ تصميمها غير إنساني»، لافتاً في هذا الصدد، ومن خلال عمله معاوناً سابقاً لوزير الإدارة المحلية ورئيساً سابقاً لفرع نقابة المهندسين في دمشق، إلى أنهم كانوا واعين لهذا الموضوع وكانت الاقتراحات في هذا الصدد تصبّ في أن يتمَّ تصميم المدارس وفق «كودات» خاصة، وأن تكون من خلال مسابقات معمارية؛ مبيّناً أنهم في وزارة التربية استجابوا إلى هذا الموضوع وحاولوا أن يحسّنوا في موضوع التصميم، ولاسيما في المدارس الحديثة. ولكن الضغط الموجود على الوزارة، من حيث تزايد عدد الطلاب وتأمين مقاعد للطلاب، جعلهم مضطرين لأن يبقوا على تصميم وصفه الأشرف بالـ»الستاندر».
وهنا لم تخفِ السيدة هند صليبي (مديرة الهيئة العامة لأبنية التعليم) أنه «في أبنيتا المدرسية لم نصل بعد إلى النماذج العالمية»، لكنها رأت أنَّ «المدارس التي صممت من قبل الهيئة العامة لأبنية التعليم هي نماذج مراعية لكل الشروط المطلوبة من مساحات وتهوية وسعة صف. لكن ازدياد عدد الطلاب في الصف الواحد يؤدي إلى حدوث خلل في الشروط»، لافتة إلى أنَّ «وزارة التربية تعاني من ضغط في تزايد عدد الطلاب. هذه الزيادة تحلّ في المدارس؛ إما بإزالة مخابر أو تأهيل دورات مياه وجعلها صفوفاً أو إشادة غرفة في الباحة. فالتعليم إلزامي وعلى وزارة التربية تأمين مقاعد دراسية لكل الطلاب؛ ما يجعل الشروط الصحية في المدرسة تتخلخل».
ويوافق الأشرف المهندسة صليبي بالرأي. فبالعودة إلى واقعنا -حسب الدكتور الأشرف- ومع التزايد السكاني الكبير الذي يؤثر على تزايد الطلب على المقاعد الدراسية، تحتاج التربية تقريباً إلى ضعف عدد المقاعد الدراسية كل 20 سنة. وهذا عبء وحمل كبير. وبالتالي لا يتاح للوزارة أن تؤمن الشروط التي يجب أن تحقّقها في مدارسنا، سواء من حيث عدد الطلاب أم من حيث التجهيزات (الملاعب والقاعات الرياضية والمخابر) وغيرها..
مدارس كئيبة..
لكن إذا برّرنا موضوع تصميم المدرسة بشكلها الـ «الستاندر» الإسمنتي؛ على اعتبار أنَّ هناك تزايداً في أعداد الطلاب سنوياً، فما الذي يمنع استخدام الألوان في الطلاء أو في الرسومات، وإضافة بعض اللمسات الفنية داخل المدرسة لجعلها محببة أكثر للطلاب. فلماذا ألوان الرمادي والبيج هي الألوان الحصرية الطاغية على جدران مدارسنا، لاسيما أنَّ للألوان تأثيراً على نفسية الطفل؛ كما رأى المهندس كشيك، الذي أشار إلى أنَّ لكل لون تأثيره المختلف في نفسية الطفل وأعصابه. أما مدارسنا فقد حرمت من الألوان، لذلك تبدو شاحبة باهتة، حتى إنها لاتعرف الدهان؛ ربما إلا في كل عشر سنوات مرة ما يجعلها تبدو متسخة.
وهنا أكد الدكتور نبيل الأشرف أنَّ الأبنية المدرسية بشكلها وألوانها وحتى إكساءاتها تعطي للناظر شعوراً كئيباً فكيف لطلابها؛ لافتاً إلى أنَّ الطلاء بأنواعه وألوانه بات متوافراً وبأسعار مناسبة، متمنيّاً أن يتمَّ لحظ هذا الموضوع عند إشادة مدارس جديدة؛ لأنَّ اللون يعطي شعوراً مريحاً وجاذباً للطالب.
لكن بالنسبة للتربية، فإنَّ موضوع التوفير والميزانية هو سيد الموقف، حيث عبَّرت مديرة الهيئة العامة لأبنية التعليم في هذا الموضوع عن تمنياتها بأن تكون المدارس بألوان جذابة وجميلة، لكنها تستدرك: لايمكننا استخدام هذه الألوان بدافع التوفير؛ فالألوان الزاهية والفاتحة تكلفتها أعلى، وهي أيضاً معرضة للاتساخ بسرعة أكبر، وبالتالي فإنَّ الألوان المعتمدة أوفر بالتنظيف وتتحمَّل العوامل الجوية بشكل أكبر. ولم تخف صليبي أنَّ الميزانية التي تقدّم إليهم كأبنية مدرسية غير كافية؛ فعندما يطلبون اعتماد صيانة 200 مدرسة على سبيل المثال، غالباً ما تتمّ الموافقة على 20 مدرسة ليس إلا. وبذلك تعود الميزانية لتشكل العقبة الأولى في موضوع تحسين واقع مدارسنا، لتكون نفسية الطفل في هذا الموضوع هي الحلقة الأضعف. من جانبه مدير التخطيط في وزارة التربية عبد السلام سلامة أشار إلى أنَّ التطوير الذي تشهده التربية من ناحية المنهاج وتدريب المعلمين شمل أيضاً مراعاة إعادة تأهيل المدارس لإضافة ما تحتاجه هذه المدارس من غرف جديدة إن كان بالإمكان، وإعادة تأهيل دورات المياه بشكل عام لتتلاءم مع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة. لكنه ربط الموضوع بعدة مشاريع تسير بها التربية، حيث أشار إلى أنه بعد الانتهاء من الدوام النصفي في المدارس ونقل الطلاب في المدن ذات الكثافة العالية إلى المجمعات المدرسية الضخمة سيكون هناك إمكانية أكبر لإعادة تأهيل المدارس.
مسابقات معمارية
بعيداً عن موضوع تزايد الطلاب وهمّ الوزارة في تأمين مقاعد دراسية لهذا التزايد، يبدو السؤال منطقياً عن سبب تجاهل مسابقات معمارية عند الإعلان عن بناء المدارس، بحيث يفسح المجال للمهندسين بطرح تصاميمهم، ليتمَّ اعتماد التصميم الأجمل من بين التصاميم المقدمة، وليكون الابتكار هو الحكم في هذه الحالة. الدكتور الأشرف بيَّن في هذا الصدد أنهم في نقابة المهندسين اقترحوا، من خلال الكتب والمؤتمرات، أن يكون هناك نظام لمسابقات معمارية عند إشادة مدارس جديدة. لكن السيدة هند صليبي بيَّنت أنَّ موضوع المسابقة سوف يحمّل المشروع تكاليف إضافية هم في غنى عنها، لاسيما أنَّ المكتب الهندسي سيأخذ نسبة 2.85 % من قيمة الكشف التقديري. هذا بالإضافة إلى تكاليف الإعلان عن المسابقة والجوائز وغيرها من التكاليف التي ستضاف على مشروع بناء المدرسة.
ويؤكد المهندس كشيك على فكرة المسابقة، معتبراً أنها فكرة ناجحة ومجدية، وتحدث عن تجربة إحدى المدارس في مدينة حمص التي تمَّ تصميمها عن طريق مسابقة تقدَّم إليها العديد من المهندسين المعماريين. ونفّذت المدرسة حسب التصميم الفائز بالمسابقة، ونال منفذ التصميم جائزة.
نماذج مثالية
من المعروف في مجال الهندسة المعمارية أنَّ ما يُشاد في منطقة ساحلية يختلف عما يشاد في منطقة جبلية، وما ينفذ لطلاب في مراحلهم التعليمية الأولى يختلف عن حاجات الطلاب في المرحلتين الثانوية والإعدادية؛ فوجود مدرسة إسمنتية بتصميمها المعهود في دمشق القديمة دون مراعاة المنطقة وطبيعتها هو مشهد قاسٍ للعين ومنفر، وهو مشهد شاءت الأقدار أننا حرمنا من رؤيته بعد أن تمَّ إيقاف المشروع بعد أن هدمت عدة بيوت من أجل إشادة هذه المدرسة، حيث بيَّن الدكتور الأشرف أنَّ هذه المدرسة كانت ستبنى في منطقة البزورية (حارة مأدنة الشحم)، حيث كان من المفترض أننا سنشاهد في أحد أحياء دمشق القديمة مدرسة ذات طابع إسمنتي علبي ليوقف المشروع بعد ذلك. وتابع الدكتور الأشرف ليتحدث هذه المرة عن مدرسة تدعى «أسعد عبد الله»، التي كانت عبارة عن قصر قديم بغاية الجمال، حيث تمَّ هدمه وبني مكانه مدرسة جديدة تشبه أنموذج السجن الحالي. ولفت الأشرف إلى بعض النماذج المدرسية الموجودة والتي تتوافر فيها كل الشروط، مثل مدرسة دار السلام ومدرسة ابن خلدون ومدرسة الشهيد باسل الأسد. وهي نماذج لمدارس تعتبر مثالية من حيث مراعاتها شروط المساحة والتهوية والإنارة واتساع الصفوف؛ ما يعطي شعوراً إيجابياً للطلاب الذين يدرسون فيها.
تصاميم.. تعطي شعوراً بعدم الأمان والنفور
من الواضح أنَّ العامل النفسي حاضر بقوة في موضوع التصميم المعماري للمدارس. وهو ما يؤكده الدكتور تيسير حسون الاختصاصي في الأمراض النفسية: التصميم المعماري لاينفصل عن الغرض الاجتماعي له وعن موقعه البيئي. فهيكلية بناء ما تملي إلى حد كبير الغرض الفعلي من ذلك البناء. والناظر العادي يمكنه أن يقرّر ببساطة، من خلال مشاهدته تصميم بناء ما، إن كان يُستخدم كمنزل أو كمكان للعمل أو لأغراض الترفيه. وبالتالي يمكن اعتبار أنَّ لهيكلية البناء تأثيراً مباشراً على الوعي الاجتماعي للناظر، حيث إنَّ مظهر ووظيفة بناء محدد تخلق حساً بالغرض بين أولئك الذين يعيشون أو يعملون فيه أو من هم حوله. وهذا يعني أنه بصرف النظر عن المظهر المادي أو الفيزيائي الكلي الذي قد يكون عليه البناء، فإنَّ التصميم المعماري له تأثير على المجتمع الذي له تماس معه، وهو يخلق سلسلة من ردود الفعل العاطفية لدى الناظر». ويلفت الدكتور حسون إلى أنه «من المعروف ارتباط الذاكرة بالمكان، حيث يمنح المكان الجميل شعوراً بالتعلق والأمان كالذي يشعر به الطفل الصغير بوجود أمه. أما المكان المصمم بشكل سيئ كمدارسنا بكتلها الإسمنتية فيمنح شعورا بعدم الأمان والنفور!؛ ليس للطلاب فقط، بل للطاقم التعليمي برمته. فالطالب يقضي في المدرسة وقتاً كبيراً، وبدل أن تتشكل ذاكرة وارتباط حميم بها تنشأ ذاكرة مرضوضة تحدّدها الجدران الإسمنتية والأسوار التي تعمل على وأد المخيلة الطفلية التي يتعيّن تغذيتها بالحدائق المفتوحة والملاعب الفسيحة والزوايا والألوان المبهجة. ويضيف حسون: ثمة حالة تدعى (التعب العقلي) أو حالة الإنهاك التي يمكن أن تحدث عندما يجبر المرء، ولفترات طويلة من الزمن، على الوجود في بيئة تشتته. والغريب هو ذلك التصميم المخيف للمدارس في بلدنا. فهي نسخة طبق الأصل عن تصاميم السجون!. فإذا كانت السجون مصممة لإحداث الإنهاك العقلي أو الشدة، فما المغزى من استمرار بناء المدارس على هذه الشاكلة؟!..
من جانبه يشير الدكتور نبيل الأشرف إلى أنَّ «الانطباع الأول الذي يمكن تشكيله عن مدارسنا أنَّ تصميمها غير إنساني»، لافتاً في هذا الصدد، ومن خلال عمله معاوناً سابقاً لوزير الإدارة المحلية ورئيساً سابقاً لفرع نقابة المهندسين في دمشق، إلى أنهم كانوا واعين لهذا الموضوع وكانت الاقتراحات في هذا الصدد تصبّ في أن يتمَّ تصميم المدارس وفق «كودات» خاصة، وأن تكون من خلال مسابقات معمارية؛ مبيّناً أنهم في وزارة التربية استجابوا إلى هذا الموضوع وحاولوا أن يحسّنوا في موضوع التصميم، ولاسيما في المدارس الحديثة. ولكن الضغط الموجود على الوزارة، من حيث تزايد عدد الطلاب وتأمين مقاعد للطلاب، جعلهم مضطرين لأن يبقوا على تصميم وصفه الأشرف بالـ»الستاندر».
وهنا لم تخفِ السيدة هند صليبي (مديرة الهيئة العامة لأبنية التعليم) أنه «في أبنيتا المدرسية لم نصل بعد إلى النماذج العالمية»، لكنها رأت أنَّ «المدارس التي صممت من قبل الهيئة العامة لأبنية التعليم هي نماذج مراعية لكل الشروط المطلوبة من مساحات وتهوية وسعة صف. لكن ازدياد عدد الطلاب في الصف الواحد يؤدي إلى حدوث خلل في الشروط»، لافتة إلى أنَّ «وزارة التربية تعاني من ضغط في تزايد عدد الطلاب. هذه الزيادة تحلّ في المدارس؛ إما بإزالة مخابر أو تأهيل دورات مياه وجعلها صفوفاً أو إشادة غرفة في الباحة. فالتعليم إلزامي وعلى وزارة التربية تأمين مقاعد دراسية لكل الطلاب؛ ما يجعل الشروط الصحية في المدرسة تتخلخل».
ويوافق الأشرف المهندسة صليبي بالرأي. فبالعودة إلى واقعنا -حسب الدكتور الأشرف- ومع التزايد السكاني الكبير الذي يؤثر على تزايد الطلب على المقاعد الدراسية، تحتاج التربية تقريباً إلى ضعف عدد المقاعد الدراسية كل 20 سنة. وهذا عبء وحمل كبير. وبالتالي لا يتاح للوزارة أن تؤمن الشروط التي يجب أن تحقّقها في مدارسنا، سواء من حيث عدد الطلاب أم من حيث التجهيزات (الملاعب والقاعات الرياضية والمخابر) وغيرها..
مدارس كئيبة..
لكن إذا برّرنا موضوع تصميم المدرسة بشكلها الـ «الستاندر» الإسمنتي؛ على اعتبار أنَّ هناك تزايداً في أعداد الطلاب سنوياً، فما الذي يمنع استخدام الألوان في الطلاء أو في الرسومات، وإضافة بعض اللمسات الفنية داخل المدرسة لجعلها محببة أكثر للطلاب. فلماذا ألوان الرمادي والبيج هي الألوان الحصرية الطاغية على جدران مدارسنا، لاسيما أنَّ للألوان تأثيراً على نفسية الطفل؛ كما رأى المهندس كشيك، الذي أشار إلى أنَّ لكل لون تأثيره المختلف في نفسية الطفل وأعصابه. أما مدارسنا فقد حرمت من الألوان، لذلك تبدو شاحبة باهتة، حتى إنها لاتعرف الدهان؛ ربما إلا في كل عشر سنوات مرة ما يجعلها تبدو متسخة.
وهنا أكد الدكتور نبيل الأشرف أنَّ الأبنية المدرسية بشكلها وألوانها وحتى إكساءاتها تعطي للناظر شعوراً كئيباً فكيف لطلابها؛ لافتاً إلى أنَّ الطلاء بأنواعه وألوانه بات متوافراً وبأسعار مناسبة، متمنيّاً أن يتمَّ لحظ هذا الموضوع عند إشادة مدارس جديدة؛ لأنَّ اللون يعطي شعوراً مريحاً وجاذباً للطالب.
لكن بالنسبة للتربية، فإنَّ موضوع التوفير والميزانية هو سيد الموقف، حيث عبَّرت مديرة الهيئة العامة لأبنية التعليم في هذا الموضوع عن تمنياتها بأن تكون المدارس بألوان جذابة وجميلة، لكنها تستدرك: لايمكننا استخدام هذه الألوان بدافع التوفير؛ فالألوان الزاهية والفاتحة تكلفتها أعلى، وهي أيضاً معرضة للاتساخ بسرعة أكبر، وبالتالي فإنَّ الألوان المعتمدة أوفر بالتنظيف وتتحمَّل العوامل الجوية بشكل أكبر. ولم تخف صليبي أنَّ الميزانية التي تقدّم إليهم كأبنية مدرسية غير كافية؛ فعندما يطلبون اعتماد صيانة 200 مدرسة على سبيل المثال، غالباً ما تتمّ الموافقة على 20 مدرسة ليس إلا. وبذلك تعود الميزانية لتشكل العقبة الأولى في موضوع تحسين واقع مدارسنا، لتكون نفسية الطفل في هذا الموضوع هي الحلقة الأضعف. من جانبه مدير التخطيط في وزارة التربية عبد السلام سلامة أشار إلى أنَّ التطوير الذي تشهده التربية من ناحية المنهاج وتدريب المعلمين شمل أيضاً مراعاة إعادة تأهيل المدارس لإضافة ما تحتاجه هذه المدارس من غرف جديدة إن كان بالإمكان، وإعادة تأهيل دورات المياه بشكل عام لتتلاءم مع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة. لكنه ربط الموضوع بعدة مشاريع تسير بها التربية، حيث أشار إلى أنه بعد الانتهاء من الدوام النصفي في المدارس ونقل الطلاب في المدن ذات الكثافة العالية إلى المجمعات المدرسية الضخمة سيكون هناك إمكانية أكبر لإعادة تأهيل المدارس.
مسابقات معمارية
بعيداً عن موضوع تزايد الطلاب وهمّ الوزارة في تأمين مقاعد دراسية لهذا التزايد، يبدو السؤال منطقياً عن سبب تجاهل مسابقات معمارية عند الإعلان عن بناء المدارس، بحيث يفسح المجال للمهندسين بطرح تصاميمهم، ليتمَّ اعتماد التصميم الأجمل من بين التصاميم المقدمة، وليكون الابتكار هو الحكم في هذه الحالة. الدكتور الأشرف بيَّن في هذا الصدد أنهم في نقابة المهندسين اقترحوا، من خلال الكتب والمؤتمرات، أن يكون هناك نظام لمسابقات معمارية عند إشادة مدارس جديدة. لكن السيدة هند صليبي بيَّنت أنَّ موضوع المسابقة سوف يحمّل المشروع تكاليف إضافية هم في غنى عنها، لاسيما أنَّ المكتب الهندسي سيأخذ نسبة 2.85 % من قيمة الكشف التقديري. هذا بالإضافة إلى تكاليف الإعلان عن المسابقة والجوائز وغيرها من التكاليف التي ستضاف على مشروع بناء المدرسة.
ويؤكد المهندس كشيك على فكرة المسابقة، معتبراً أنها فكرة ناجحة ومجدية، وتحدث عن تجربة إحدى المدارس في مدينة حمص التي تمَّ تصميمها عن طريق مسابقة تقدَّم إليها العديد من المهندسين المعماريين. ونفّذت المدرسة حسب التصميم الفائز بالمسابقة، ونال منفذ التصميم جائزة.
نماذج مثالية
من المعروف في مجال الهندسة المعمارية أنَّ ما يُشاد في منطقة ساحلية يختلف عما يشاد في منطقة جبلية، وما ينفذ لطلاب في مراحلهم التعليمية الأولى يختلف عن حاجات الطلاب في المرحلتين الثانوية والإعدادية؛ فوجود مدرسة إسمنتية بتصميمها المعهود في دمشق القديمة دون مراعاة المنطقة وطبيعتها هو مشهد قاسٍ للعين ومنفر، وهو مشهد شاءت الأقدار أننا حرمنا من رؤيته بعد أن تمَّ إيقاف المشروع بعد أن هدمت عدة بيوت من أجل إشادة هذه المدرسة، حيث بيَّن الدكتور الأشرف أنَّ هذه المدرسة كانت ستبنى في منطقة البزورية (حارة مأدنة الشحم)، حيث كان من المفترض أننا سنشاهد في أحد أحياء دمشق القديمة مدرسة ذات طابع إسمنتي علبي ليوقف المشروع بعد ذلك. وتابع الدكتور الأشرف ليتحدث هذه المرة عن مدرسة تدعى «أسعد عبد الله»، التي كانت عبارة عن قصر قديم بغاية الجمال، حيث تمَّ هدمه وبني مكانه مدرسة جديدة تشبه أنموذج السجن الحالي. ولفت الأشرف إلى بعض النماذج المدرسية الموجودة والتي تتوافر فيها كل الشروط، مثل مدرسة دار السلام ومدرسة ابن خلدون ومدرسة الشهيد باسل الأسد. وهي نماذج لمدارس تعتبر مثالية من حيث مراعاتها شروط المساحة والتهوية والإنارة واتساع الصفوف؛ ما يعطي شعوراً إيجابياً للطلاب الذين يدرسون فيها.
تصاميم.. تعطي شعوراً بعدم الأمان والنفور
من الواضح أنَّ العامل النفسي حاضر بقوة في موضوع التصميم المعماري للمدارس. وهو ما يؤكده الدكتور تيسير حسون الاختصاصي في الأمراض النفسية: التصميم المعماري لاينفصل عن الغرض الاجتماعي له وعن موقعه البيئي. فهيكلية بناء ما تملي إلى حد كبير الغرض الفعلي من ذلك البناء. والناظر العادي يمكنه أن يقرّر ببساطة، من خلال مشاهدته تصميم بناء ما، إن كان يُستخدم كمنزل أو كمكان للعمل أو لأغراض الترفيه. وبالتالي يمكن اعتبار أنَّ لهيكلية البناء تأثيراً مباشراً على الوعي الاجتماعي للناظر، حيث إنَّ مظهر ووظيفة بناء محدد تخلق حساً بالغرض بين أولئك الذين يعيشون أو يعملون فيه أو من هم حوله. وهذا يعني أنه بصرف النظر عن المظهر المادي أو الفيزيائي الكلي الذي قد يكون عليه البناء، فإنَّ التصميم المعماري له تأثير على المجتمع الذي له تماس معه، وهو يخلق سلسلة من ردود الفعل العاطفية لدى الناظر». ويلفت الدكتور حسون إلى أنه «من المعروف ارتباط الذاكرة بالمكان، حيث يمنح المكان الجميل شعوراً بالتعلق والأمان كالذي يشعر به الطفل الصغير بوجود أمه. أما المكان المصمم بشكل سيئ كمدارسنا بكتلها الإسمنتية فيمنح شعورا بعدم الأمان والنفور!؛ ليس للطلاب فقط، بل للطاقم التعليمي برمته. فالطالب يقضي في المدرسة وقتاً كبيراً، وبدل أن تتشكل ذاكرة وارتباط حميم بها تنشأ ذاكرة مرضوضة تحدّدها الجدران الإسمنتية والأسوار التي تعمل على وأد المخيلة الطفلية التي يتعيّن تغذيتها بالحدائق المفتوحة والملاعب الفسيحة والزوايا والألوان المبهجة. ويضيف حسون: ثمة حالة تدعى (التعب العقلي) أو حالة الإنهاك التي يمكن أن تحدث عندما يجبر المرء، ولفترات طويلة من الزمن، على الوجود في بيئة تشتته. والغريب هو ذلك التصميم المخيف للمدارس في بلدنا. فهي نسخة طبق الأصل عن تصاميم السجون!. فإذا كانت السجون مصممة لإحداث الإنهاك العقلي أو الشدة، فما المغزى من استمرار بناء المدارس على هذه الشاكلة؟!..
«أنقذوا طلابنا»..!!
ربما جولة خاطفة في بعض المدارس ستجعلنا نغضّ النظر عن موضوع شكل المدرسة وتصميمها الخارجي، وستدفعنا للمطالبة بإنقاذ طلابنا من بناء متهالك يحتاج إلى صيانة ومقاعد أكل عليها الدهر وشرب وأحياناً أدراج منهكة، وحمامات ليس فيها أدنى شروط النظافة؛ في وقت نعمل على تعليم الجيل أنَّ النظافة من الإيمان. وهنا هل من حقّ الأهل التساؤل عن موضوع السلامة المهنية والصحية المتوافرة في مدارسنا بالنسبة لكلّ ما يتعلق بإكساءات المدارس من الداخل؟!؛ حيث يستغرب كشيك أننا وصلنا إلى القرن الواحد والعشرين ولم نخرج من إطار وضع نوافذ حديدية وأسلاك حول جدران المدرسة؛ لافتاً إلى أنَّ هناك مواد هندسية آمنة وحديثة غائبة عن مدارسنا. ويوافقه الأشرف في الرأي قائلاً: «إنَّ موضوع الصحة والسلامة المهنية يجب أن يكون مدروساً بعناية كبيرة؛ لحماية الطفل من الأذية داخل المدرسة»، مضيفاً: «على سبيل المثال هناك مواد صناعية خاصة يمكن استخدامها في رصف المدارس بدلا من بلاط الأرصفة المستخدم في مدارسنا اليوم»، مشيراً إلى أنه «إذا كان العذر في عدم استخدام هذه المواد هو التكلفة فيمكن استخدام هذه المواد في الساحات الداخلية للمدارس على الأقل لحماية الطلاب».
ويشير الأشرف إلى أنَّ هناك الكثير من الاعتبارات التي لاتؤخذ في الاعتبار عند وضع تصميم المدرسة؛ فصنابير المياه على سبيل المثال توضع إما عالية أو منخفضة، والحديد يوضع بشكل قاسٍ في الوقت الذي يمكن وضعه بأشكال أقل حدة ويمكن دهنه ليكون لطيفاً بالنسبة لنظر الطفل.
وأمام كلّ ذلك لم يعد غريباً عندما نقول: إنَّ معظم طلابنا قد حرموا وجود الحدائق في باحاتهم؛ حيث بلطت هذه الباحات ببلاط أرصفة الشوارع، في حين بعضهم الآخر قد حرم من وجود باحة في الأساس. وهنا تحدّث المعاون السابق لوزير الإدارة المحلية عن مشروع مرسوم الأسس التخطيطية في سورية، الذي يتضمَّن مادة تقول: يجب أن تصدر الأسس التخطيطية في مرسوم، لذلك تمَّ تشكيل لجنة تحدد كيف يجب أن توضع المخططات التنظيمية حتى تحقق إنسانية الإنسان، حيث كانت المدارس جزءاً من هذا القانون، وجاء فيه: «المدارس يجب أن تكون دائماً متاخمة للحدائق عامة، وأن تكون الملاعب مفتوحة عليها، وبالتالي يمكن أن تستثمر هذه الملاعب بعد دوام المدرسة ضمن فعاليات يستفيد منها أهالي المنطقة». ولكن -من أسف- لم يرَ هذا المرسوم إلى الآن طريقه إلى النور.
وبالعودة إلى موضوع غياب باحات في بعض المدارس، لابدَّ من التطرق إلى وضع المدارس المستأجرة في سورية. وهي بيوت استأجرتها في الغالب وزارة التربية في المناطق التي لم يلحظ في مخططاتها التنظيمية مدارس. ويبلغ عدد هذه المدارس في سورية نحو 712 مدرسة، وفي دمشق تبلغ نسبة المدارس المستأجرة نحو 25 % حسب إحصاءات وزارة التربية. وبما أنَّ هذه المدارس في غالبها بيوت وقسم لابأس به أقبية، فإنَّ باحاتها في الغالب صغيرة ولا تحقّق أدنى الشروط المريحة للأطفال، من حيث المساحة والإنارة واتساع الصفوف؛ على اعتبار أنه لايمكن التغيير كثيراً في مواصفات البيوت المستأجرة. وهنا قال المهندس كشيك: «في هذه الحالة يجب على التربية اختيار المكان الأنسب من حيث الإنارة والتهوية، لاسيما أنه في هذه الأحوال يكون الاهتمام منصبّاً على أن يتسع المكان لأكبر قدر ممكن من الطلاب على حساب موضوع التهوية والإنارة وتأمين البيئة المريحة للطفل».
ربما جولة خاطفة في بعض المدارس ستجعلنا نغضّ النظر عن موضوع شكل المدرسة وتصميمها الخارجي، وستدفعنا للمطالبة بإنقاذ طلابنا من بناء متهالك يحتاج إلى صيانة ومقاعد أكل عليها الدهر وشرب وأحياناً أدراج منهكة، وحمامات ليس فيها أدنى شروط النظافة؛ في وقت نعمل على تعليم الجيل أنَّ النظافة من الإيمان. وهنا هل من حقّ الأهل التساؤل عن موضوع السلامة المهنية والصحية المتوافرة في مدارسنا بالنسبة لكلّ ما يتعلق بإكساءات المدارس من الداخل؟!؛ حيث يستغرب كشيك أننا وصلنا إلى القرن الواحد والعشرين ولم نخرج من إطار وضع نوافذ حديدية وأسلاك حول جدران المدرسة؛ لافتاً إلى أنَّ هناك مواد هندسية آمنة وحديثة غائبة عن مدارسنا. ويوافقه الأشرف في الرأي قائلاً: «إنَّ موضوع الصحة والسلامة المهنية يجب أن يكون مدروساً بعناية كبيرة؛ لحماية الطفل من الأذية داخل المدرسة»، مضيفاً: «على سبيل المثال هناك مواد صناعية خاصة يمكن استخدامها في رصف المدارس بدلا من بلاط الأرصفة المستخدم في مدارسنا اليوم»، مشيراً إلى أنه «إذا كان العذر في عدم استخدام هذه المواد هو التكلفة فيمكن استخدام هذه المواد في الساحات الداخلية للمدارس على الأقل لحماية الطلاب».
ويشير الأشرف إلى أنَّ هناك الكثير من الاعتبارات التي لاتؤخذ في الاعتبار عند وضع تصميم المدرسة؛ فصنابير المياه على سبيل المثال توضع إما عالية أو منخفضة، والحديد يوضع بشكل قاسٍ في الوقت الذي يمكن وضعه بأشكال أقل حدة ويمكن دهنه ليكون لطيفاً بالنسبة لنظر الطفل.
وأمام كلّ ذلك لم يعد غريباً عندما نقول: إنَّ معظم طلابنا قد حرموا وجود الحدائق في باحاتهم؛ حيث بلطت هذه الباحات ببلاط أرصفة الشوارع، في حين بعضهم الآخر قد حرم من وجود باحة في الأساس. وهنا تحدّث المعاون السابق لوزير الإدارة المحلية عن مشروع مرسوم الأسس التخطيطية في سورية، الذي يتضمَّن مادة تقول: يجب أن تصدر الأسس التخطيطية في مرسوم، لذلك تمَّ تشكيل لجنة تحدد كيف يجب أن توضع المخططات التنظيمية حتى تحقق إنسانية الإنسان، حيث كانت المدارس جزءاً من هذا القانون، وجاء فيه: «المدارس يجب أن تكون دائماً متاخمة للحدائق عامة، وأن تكون الملاعب مفتوحة عليها، وبالتالي يمكن أن تستثمر هذه الملاعب بعد دوام المدرسة ضمن فعاليات يستفيد منها أهالي المنطقة». ولكن -من أسف- لم يرَ هذا المرسوم إلى الآن طريقه إلى النور.
وبالعودة إلى موضوع غياب باحات في بعض المدارس، لابدَّ من التطرق إلى وضع المدارس المستأجرة في سورية. وهي بيوت استأجرتها في الغالب وزارة التربية في المناطق التي لم يلحظ في مخططاتها التنظيمية مدارس. ويبلغ عدد هذه المدارس في سورية نحو 712 مدرسة، وفي دمشق تبلغ نسبة المدارس المستأجرة نحو 25 % حسب إحصاءات وزارة التربية. وبما أنَّ هذه المدارس في غالبها بيوت وقسم لابأس به أقبية، فإنَّ باحاتها في الغالب صغيرة ولا تحقّق أدنى الشروط المريحة للأطفال، من حيث المساحة والإنارة واتساع الصفوف؛ على اعتبار أنه لايمكن التغيير كثيراً في مواصفات البيوت المستأجرة. وهنا قال المهندس كشيك: «في هذه الحالة يجب على التربية اختيار المكان الأنسب من حيث الإنارة والتهوية، لاسيما أنه في هذه الأحوال يكون الاهتمام منصبّاً على أن يتسع المكان لأكبر قدر ممكن من الطلاب على حساب موضوع التهوية والإنارة وتأمين البيئة المريحة للطفل».
بيئة مريحة
تتفق صليبي مع الرأي القائل بسوء وضع الأقبية المستأجرة، مبيّنة أنَّ «خطة الوزارة في المرحلة القادمة هي التخلص من الأبنية المستأجرة والأبنية الآيلة إلى السقوط ومن الدوام النصفي.. ويتمّ ذلك -حسب صليبي- عن طريق المجمعات التربوية التي ستؤمن للطلاب البيئة المريحة والمثالية، على اعتبارها ستضمّ كلّ ما حرم منه الطلاب في مدارسهم الحالية من ملاعب ومساحات خضراء وقاعات رياضية». وبيَّنت صليبي أنَّ «هذه المجمعات يتمّ إنشاؤها خارج المدن، حيث ستؤمن الوزارة المواصلات مجاناً للطلاب، وتتّسع لـ3000 إلى 6000 طالب حسب مساحة الأرض. وفي مدينة دمشق يتمّ بناء 4 مجمعات».
تتفق صليبي مع الرأي القائل بسوء وضع الأقبية المستأجرة، مبيّنة أنَّ «خطة الوزارة في المرحلة القادمة هي التخلص من الأبنية المستأجرة والأبنية الآيلة إلى السقوط ومن الدوام النصفي.. ويتمّ ذلك -حسب صليبي- عن طريق المجمعات التربوية التي ستؤمن للطلاب البيئة المريحة والمثالية، على اعتبارها ستضمّ كلّ ما حرم منه الطلاب في مدارسهم الحالية من ملاعب ومساحات خضراء وقاعات رياضية». وبيَّنت صليبي أنَّ «هذه المجمعات يتمّ إنشاؤها خارج المدن، حيث ستؤمن الوزارة المواصلات مجاناً للطلاب، وتتّسع لـ3000 إلى 6000 طالب حسب مساحة الأرض. وفي مدينة دمشق يتمّ بناء 4 مجمعات».
تصاميم كثيرة.. وأنموذج موحد!!
من يرى مدرسة يبدو وكأنه قد رأى كلَّ المدارس. ويؤكد المهندس شادي كشيك الخبير في مجال العقارات على ذلك بقوله: إن ابتكار تصميم وتكراره في كلّ الأبنية المدرسية في سورية أمرٌ غير مقبول، لاسيما أنَّ مدارسنا، ومن شدة تشابهها، تعطي شعوراً بأنها مدرسة واحدة.
وهنا ألقت السيدة صليبي المسؤولية على الخدمات الفنية التابعة لوزارة الإدارة المحلية، والتي تقوم بتنفيذ تصميم المدارس، حيث أشارت إلى أنَّ «هناك أكثر من 120 تصميماً للمدارس لكن الأخيرة اعتمدت أنموذجاً واحداً لتبني على أساسه المدارس. ونتيجة ذلك بتنا نجد أنَّ المدارس عبارة عن نسخة واحدة». وهنا أكدت صليبي أنهم واعون لهذه النقطة، حيث تمَّ الآن، وبالاتفاق مع الخدمات الفنية، تدارك الموضوع، حيث تقوم لجنة الخريطة المدرسية باقتراح موقع المدرسة، لتقوم الخدمات الفنية بتصميم المدرسة بشكل يتلاءم مع طبيعة المنطقة ومناخها. بدوره أشار مدير التخطيط في وزارة التربية عبد السلام سلامة إلى أنه يتمّ، بالتعاون بين وزارة التربية وهيئة تخطيط الدولة ووزارة الإدارة المحلية مع بداية الخطة الخمسية العاشرة، دراسة احتياجات الأبنية القائمة والجديدة، حيث تمَّ اعتماد نماذج حديثة في البناء المدرسي لاتأخذ الشكل النمطي المعروف تراعى فيها بيئة المدرسة. وبذلك سوف يختلف شكل المدرسة الموجودة في محافظة اللاذقية على سبيل المثال عن المدرسة في دمشق عنها في حمص... وهنا لايسعنا القول سوى «أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً». ونحن بدورنا نتمنى أن نشهد تصاميم جديدة ومبتكرة للمدارس في مدننا.
وهنا ألقت السيدة صليبي المسؤولية على الخدمات الفنية التابعة لوزارة الإدارة المحلية، والتي تقوم بتنفيذ تصميم المدارس، حيث أشارت إلى أنَّ «هناك أكثر من 120 تصميماً للمدارس لكن الأخيرة اعتمدت أنموذجاً واحداً لتبني على أساسه المدارس. ونتيجة ذلك بتنا نجد أنَّ المدارس عبارة عن نسخة واحدة». وهنا أكدت صليبي أنهم واعون لهذه النقطة، حيث تمَّ الآن، وبالاتفاق مع الخدمات الفنية، تدارك الموضوع، حيث تقوم لجنة الخريطة المدرسية باقتراح موقع المدرسة، لتقوم الخدمات الفنية بتصميم المدرسة بشكل يتلاءم مع طبيعة المنطقة ومناخها. بدوره أشار مدير التخطيط في وزارة التربية عبد السلام سلامة إلى أنه يتمّ، بالتعاون بين وزارة التربية وهيئة تخطيط الدولة ووزارة الإدارة المحلية مع بداية الخطة الخمسية العاشرة، دراسة احتياجات الأبنية القائمة والجديدة، حيث تمَّ اعتماد نماذج حديثة في البناء المدرسي لاتأخذ الشكل النمطي المعروف تراعى فيها بيئة المدرسة. وبذلك سوف يختلف شكل المدرسة الموجودة في محافظة اللاذقية على سبيل المثال عن المدرسة في دمشق عنها في حمص... وهنا لايسعنا القول سوى «أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً». ونحن بدورنا نتمنى أن نشهد تصاميم جديدة ومبتكرة للمدارس في مدننا.