الرومانسية وجهات نظر

يعتقد الرجل إنه من العيب أن يعبر عن أحاسيسه لزوجته فهو يتظاهر بالقسوة غالباً حتى عندما يكون حنوناً لأنه يعتقد إن التفاعل الإنساني العميق يعد دليل ضعف لا يليق بفحولته أو رجولته. هذه المشكلة تعاني منها معظم السيدات, وهذه امرأة تشكو من عدم مبلاة زوجها واستهتاره بكا ما تقدمه.

ترى هل هو فعلاً غير مبالي أم إنها رومانسية زيادة عن اللزوم لنرى وجهة نظريهما وتحكم.‏

احداهم تقول:قبل الزواج عرفته إنساناً مختلفاً تماماً مما هو عليه اليوم, كانت لديه عاطفة قوية جياشة وحب كبيرة وتريد لكل ما أقوم به وبعد الزواج بأشهر انقلب رأساً على عقب, أنا م أنشغل يوماً عنه لا بالأطفال ولا بسمؤولياتي داخل وخارج البيت.‏

الرومانسية تأتي عندي في المقام الأول أهم عندي من الخبز أعيش لحظاتها بكل تفاصيلها, وأهتم بكل صغيرة وكبيرة من طقوسها الموسيقى الحالمة والضوء الخافت الزهور والشموع والهواء المنعش والعطر الذي يملأ البيت.. ومع الأسف اصطدم كل يوم بطبيعة زوجي التي تغيرت والذي أصبح يولي عمله معظم وقته واهتمامه لقد اختفت تلك اللحظات السعيدة من حياتنا أو تكاد أصبحت أقضي معظم ساعات اليوم وحيدة, وأصبحت أشعر إن زوجي يعتبر البيت فندقاً لا يدخله إلا للطعام أو للنوم, قرأت معظم المجلات النسائية ربما أجد حلاً لمشكلتي ولم أجد, أنا أحسب عمري بلحظات وجودي قرب زوجي وأخصم منه كل اللحظات التي لا يكون موجوداً معي.‏

واحدهم يقول:أنا استغرب من زوجتي هذه الرومانسية في عصرنا هذا المليء بالحروب والعنف والزلازل إضافة لهزات العمل, أنا أعتقد إنها تعيشي مراهقة متأخرة أنا لا أستطيع أن أتذكر عيد ميلادها أو عيد زواجنا وهي تعتبرهما من الأولويات في حياتها ودائماً أقول لها: بماذا أخطأت? إنها تختلق مواقفاً من لا شيء وتفتعل أزمة دون أن أفعل شيئاً.‏

تريدني أن أقول أحبك كلما دخلت وخرجت من البيت وهذا لا يتوافق مع شخصيتي, وتريدني أن ارتب كل اسبوع لأذهب معها إلى مطعم كنا نذهب إليه قبل الزواج لتسترجع ذكرياتنا أنفذ رغباتها أحياناً لكن على مضض.‏

علم الاجتماع يقول : ليس من المهم أن يقدم لك زوجك اعترافاً بحبه لك كلما دخل أوخرج, وليس من المهم أن يذهب معك إلى مطعم لتستعيدوا ذكرياتكما الجميلة قبل الزواج, هناك أوجه أعمق ممكن للرجل أن يعبر لك عن مدى حبه دون أن يقولها, مجرد إنه يعمل ويقدم لك ولأولادكما هو تعبير عن الحب لكن بطريقة أخرى, ويكفي أن يكون مخلصاً لك فكم من الأزواج يحملون الزهور إلى زوجاتهم يومياً ومع ذلك لا يكنون لهن أي حب لكن يضعون وجهاً زائفاً فوق وجوههم وهم يخونون رباط الزوجية كل يوم.‏

إن سبب هدوء عاصفة الحب عند الرجل هو أن العاطفة الجياشة قبل الزواج كانت لها وظيفة معينة وهي أن تكون دافعاً قوياً للإقبال على خطوة صعبة في حياته, وبعد الزواج يعود إلى طبيعته وهنا تظن المرأة إنه قد تغير مع إنه لا يزال يحبها ولكن هذا الحب توزع إلى مسؤوليات كبيرة لكلا الطرفين وأتوجه للزوج لأقول: أنت لن تخسر شيئاً إن جاريت زوجتك من وقت لآخر بكلمات رقيقة رومانسية كما تحب, بالعكس أنت ستكسب الكثير الكثير وستظل حياتكما الزوجية هي المستفيد الأول, فلا تغلق صدرك على مشاعرك ولا تفترض أن حسن النية وحده كاف لدعم حياتكما الزوجية ولا تتردد في البوح بما تكنه في نفسك من مشاعر وأحاسيس لزوجتك فذلك يسعدها بالطبع,إن اكتشاف اللحظات المناسبة لتقول فيها أشياء محددة يمكن أن تساعد على دعم الحياة الزوجية, لأن تلك اللحظة التي تقول فيها شيئاً محدداً أن تحدد شكل العلاقة ربما لأيام أو لأشهر, وربما الصمت مطلوب في لحظات معينة والكلام في لحظة بعينها هو جل المراد.‏