وسيم مبيض-عمارة اللاذقية:نجاح العلاقات العاطفية و الزواج يعتمد على عوامل كثيرة، فإن كان الحب و الانسجام و التفاهم هم من الصفات الهامة لنجاح العلاقة، هناك عدّة عوامل أخرى تتعلّق بالحياة اليومية و يكون لها أثر كبير في دعم أو تحطيم هذا الحب. مجتمعاتنا العربية محكومة بالدين و العادات و التقاليد فرضت علينا شكل معين لسير أي علاقة بين شاب و فتاة يرتبطان ببعضهما، فالحب يكون غالباً "خلف الكواليس" إلى أن يتقدّم الشاب للزواج من الفتاة، و عندها يرتبطان رسمياً و ينتقلان للعيش معاً و يؤسسان عائلة. هذا المسار الذي يتلائم مع ما أملاه علينا الدين و رسّخته العقيدة الاجتماعية، يحول في غالب الأحيان دون اكتشاف الطرفان لحقيقة بعضهما، فخلال فترة الحب و الخطوبة يكون "تجميل الحقائق" سيّد الموقف، فضلاً عن أن الشريكان لا يوضعان في كافة الظروف الحياتية في هذه الفترة و لا يتمكنان من معرفة شكل الحياة معاً.
في الغرب يختلف مسار العلاقات هذا بشكل كبير، فالزواج لا يشكّل أساساً لنجاح العلاقات و لا يكون هو نقطة انطلاق الحياة المشتركة. المجتمعات الغربية تتيح لأي شخصين يحبان بعضهما بالعيش سوية، فيعيشان كأي زوجين و يكتشفان ماهية الحياة الزوجية قبل الارتباط رسمياً، و من بعدها قد تصل هذه العلاقة للزواج و قد تنتهي دون وجود الطلاق كون الزواج لم يتم أساساً. من هنا يتمكن الطرفان من المرور بفترة "تجربة" لمدى نجاحهما كزوجين، و مواجهة صعوبات الحياة و مشاكلها اليومية معاً، و رؤية أحدهما للآخر بأسوء حالاته و مختلف أشكال مزاجه، و من خلال هذه التجربة بجوانبها السلبية خاصةً يتمكن الزوجان من معرفة ما إذا كانا قادرين على تحمّل بعضهما و العيش جنباً إلى جنب. تذهب المجتمعات الغربية إلى ما هو أبعد من العيش معاً، إذ تتيح ممارسة الجنس قبل الزواج، فبنظر الكثيرين إن التناغم الجنسي بين الشريكين هو عنصر هام في نجاح العلاقة، و تجربته أمر يستبق فشل الزواج بسبب البرود الجنسي بين الطرفين.
العيش معاً و ممارسة الجنس قبل الزواج أمور لا تأتي فقط بهدف تجربة الزواج قبل وقوعه، بل هي تنبع من فكر اجتماعي مختلف عن ذلك الذي ترعرعنا عليه، فكر يستمد مبادئه من القيم الإنسانية و ليس الدينية. المجتمعات الغربية تتيح ما هو "محظور" لأنها ترى أن العلاقة بين أي اثنين يحكمها الرابط الروحي الذي يجمعهما، فطالما أنهما يحبان بعضهما و يعيشان بوفق و سعادة لا ضرورة تحتم زواجهما. عدم الزواج رسمياً لا يعني عدم نجاح الحياة المشتركة بالغرب، فهناك الكثيرين ممن يعيشون معاً أنجبوا أولاداً و يمارسون الحياة كأي زوجين دون وجود الرباط الديني بينهم. من جانب آخر، الحياة المشتركة خارج مؤسسة الزواج لا تشكّل الحالة العامة للمجتمع الغربي، فهناك نسبة كبيرة ممن ما زالوا يقدسون الزواج و يرون فيه نتيجة حتمية لأي علاقة حتى و إن سبقها فترة للعيش معاً قبل الارتباط رسمياً.
علاقات ما قبل الزواج ما زالت تندرج ضمن المحرّمات الاجتماعية بالعالم العربي، فهل ما وصل إليه الغرب من نتاج حياته الاجتماعية هو خطأ سيصححه بعد عصور من الزمن؟ أم أن هذا الانفتاح الاجتماعي سيصل للعالم العربي كما وصلت غيره من قيم الغرب و غيّرت جوانب عدّة من حياتنا؟ هل صحيح أن رابط الروح بين الحبيبين هو أقوى من رابط الزواج؟ هل تقي فترة تجربة الحياة المشتركة من وقوع الطلاق مستقبلاً؟ أم أن كل هذه المفاهيم هي من ميزات الانفتاح المفرط الذي لا مبرر له؟
في الغرب يختلف مسار العلاقات هذا بشكل كبير، فالزواج لا يشكّل أساساً لنجاح العلاقات و لا يكون هو نقطة انطلاق الحياة المشتركة. المجتمعات الغربية تتيح لأي شخصين يحبان بعضهما بالعيش سوية، فيعيشان كأي زوجين و يكتشفان ماهية الحياة الزوجية قبل الارتباط رسمياً، و من بعدها قد تصل هذه العلاقة للزواج و قد تنتهي دون وجود الطلاق كون الزواج لم يتم أساساً. من هنا يتمكن الطرفان من المرور بفترة "تجربة" لمدى نجاحهما كزوجين، و مواجهة صعوبات الحياة و مشاكلها اليومية معاً، و رؤية أحدهما للآخر بأسوء حالاته و مختلف أشكال مزاجه، و من خلال هذه التجربة بجوانبها السلبية خاصةً يتمكن الزوجان من معرفة ما إذا كانا قادرين على تحمّل بعضهما و العيش جنباً إلى جنب. تذهب المجتمعات الغربية إلى ما هو أبعد من العيش معاً، إذ تتيح ممارسة الجنس قبل الزواج، فبنظر الكثيرين إن التناغم الجنسي بين الشريكين هو عنصر هام في نجاح العلاقة، و تجربته أمر يستبق فشل الزواج بسبب البرود الجنسي بين الطرفين.
العيش معاً و ممارسة الجنس قبل الزواج أمور لا تأتي فقط بهدف تجربة الزواج قبل وقوعه، بل هي تنبع من فكر اجتماعي مختلف عن ذلك الذي ترعرعنا عليه، فكر يستمد مبادئه من القيم الإنسانية و ليس الدينية. المجتمعات الغربية تتيح ما هو "محظور" لأنها ترى أن العلاقة بين أي اثنين يحكمها الرابط الروحي الذي يجمعهما، فطالما أنهما يحبان بعضهما و يعيشان بوفق و سعادة لا ضرورة تحتم زواجهما. عدم الزواج رسمياً لا يعني عدم نجاح الحياة المشتركة بالغرب، فهناك الكثيرين ممن يعيشون معاً أنجبوا أولاداً و يمارسون الحياة كأي زوجين دون وجود الرباط الديني بينهم. من جانب آخر، الحياة المشتركة خارج مؤسسة الزواج لا تشكّل الحالة العامة للمجتمع الغربي، فهناك نسبة كبيرة ممن ما زالوا يقدسون الزواج و يرون فيه نتيجة حتمية لأي علاقة حتى و إن سبقها فترة للعيش معاً قبل الارتباط رسمياً.
علاقات ما قبل الزواج ما زالت تندرج ضمن المحرّمات الاجتماعية بالعالم العربي، فهل ما وصل إليه الغرب من نتاج حياته الاجتماعية هو خطأ سيصححه بعد عصور من الزمن؟ أم أن هذا الانفتاح الاجتماعي سيصل للعالم العربي كما وصلت غيره من قيم الغرب و غيّرت جوانب عدّة من حياتنا؟ هل صحيح أن رابط الروح بين الحبيبين هو أقوى من رابط الزواج؟ هل تقي فترة تجربة الحياة المشتركة من وقوع الطلاق مستقبلاً؟ أم أن كل هذه المفاهيم هي من ميزات الانفتاح المفرط الذي لا مبرر له؟